في عالم الحروب هل من الواقعي أن نحلم بالسلام ؟
طاقه المحبه الكونيه :: شلالات الحكمه والحكماء :: نهر الحكمه الهنديه :: بحيره الحكمه للحكيم الهندى الساى بابا
صفحة 1 من اصل 1
في عالم الحروب هل من الواقعي أن نحلم بالسلام ؟
لقد كنت مفتوناً بفكرة السلام العالمي , إنها فكرة عظيمة , و عندما بدأت بالسفر حول العالم و لقاء الناس وجدت أنه لا يوجد شيء مادي ملموس يمكن أن يُطلَق عليه اسم (عالم), ليس العالم هو الذي يحتاج لأن يكون مستقراً وثابتاً بل الناس . عندما يكون الناس في سلام داخلي سيكون هناك سلام عالمي .
في الوقت الحاضر لا يزال الناس ميالين للحرب .
تبدأ الحرب بالرفض و الاستنكار , فريق يقرر أن أسبابه أعظم و الفريق الآخر أسبابه غير موجودة , و تتعاظم الأسباب بينما يتضاءل الإنسان ليصبح لاشيء .
يحارب الناس لأنهم يعطون لأسبابهم شرعيّة أكثر من حياة الناس .
و في تبريراتهم يقلّلون من قيمة حياة الإنسان , و عندما ظهرت فكرة أن الحرب أهم من حياة الإنسان, انقلب الميزان , و مازال الأمر مستمراً نحو الأسوأ .
يحارب الناس عندما يعجزون عن إدراك غاية الحياة , لأننا في الحرب نبدد الحياة , الحرب لا توجد فقط في ساحة المعركة , في البيت و بدون حرب نحن نبدد الحياة , وتبدو الحرب الخارجية أليفة بالمقارنة مع ثورة المعركة في داخل الإنسان , في هذه المعركة تُهدَر الأعمار و يُضَحّى بأثمن اللحظات . المعركة الداخلية هي المعركة الكبرى (جهاد النفس هو الجهاد الأكبر) . نحن بحاجة لأن نكون في سلام مع أنفسنا لأن قسماً كبيراً من الإنسان دُمِّر في ساحة معركته الخاصة .
القلق الداخلي يبعدنا عن الوصول للسلام الحقيقي , و ستبقى دائماً الحرب الخارجية طالما لا يوجد سلام في داخل النفس . التعب الجسدي بالتأكيد سيجلب البؤس و الألم , لكن التعاسة التي تأتي من تعب القلب أسوأ بكثير , إنها من الأشياء الأكثر تعاسة ولا زال القلب يتحملها منذ زمن طويل .
كل واحد منا لديه سارق خفي يتبعنا أينما ذهبنا , ماذا يفعل هذا السارق ؟ إنه يسرقنا , لا يمنعه شيء لا الأقفال و لا الأبواب و لا أجراس الإنذار . هذا السارق لا يأخذ المال أو الملابس , إنه يسلبنا أثمن ذُخرٍ نملكه , إنه يسرق الفرح , السلام , الرضا . يسرق إدراكنا , يسلبنا ما هو أهم بكثير من أي شيء آخر . عندما نقول " أريد السلام في حياتي ..لكني سأعمل على تحقيق ذلك فيما بعد " نعطي الإذن لذلك السارق الخفي أن يدخل , هذه هي الإشارة التي يريدها , كل ما يريد سماعه " ليس الآن " و يقول السارق عندها " يوجد من يمكنني أن أسرقه لأنه لا يحمي جوهرته الثمينة , إنه يبددها , يرميها " . و في تلك اللحظة نكون قد سُلِبنا أهم شيء بالنسبة لنا .
داخل كلٍّ منا شيء ما يتوق للسلام . في أوقات الفوضى و الاختلال هناك شوق للسلام . عند وجود الشك هناك شوق للثقة , عند الألم شيء داخلي يبحث عن ومضة أمل , عن الفَرَج . الإنسان يحتاج للحب لأنه يشعر بالحب , و السؤال : ما الذي يمكن أن يكون مصدر هذا الحب ؟ الإنسان يحتاج للثقة, لكن ما الذي سيكون مصدراً لهذه الثقة ؟ ما هو أهل للثقة يمكن أن يوثَق به ,هذا يعطي الدعم الذي يحتاجه المرء في حياته . بشكل مماثل , لا شك أن الإنسان يحتاج للسلام . في الحقيقة ما يمكن للمرء أن يفعله في هذا الأمر قليل جداً . إنه العطش الفطري المتأصل في كل إنسان . السؤال : ما الذي سيكون مصدراً لهذا السلام ؟
السلام ليس ضرورياً في الفكر إنه ضروري في القلب , العقل و الإدراك لا يمكنهم انتزاع السلام , إن لهما دوراً مختلفاً .
السلام , الفرح , و السعادة الحقيقية , ليست موضوعات خاضعة للتفكير , إنها أمورٌ تُحَسّ . هناك شعور خلف وجودك على قيد الحياة ليس له أي تفسير . إنه الشعور الذي يجب على الإنسان أن يصل إليه حيث توجد الراحة , هناك حيث يوجد الفرح , حيث يوجد الرضا . إنه ذلك الشعور الذي نحتاجه لنعيش حياتنا . نعتقد أننا بحاجة لشرح ما هو السلام , لكن السلام لا يمكن أن يُشرَح , إنه فقط يُحَسّ .
الرضا شعور , عندما نرضى شيء ما بداخلنا يقول " نعم أنا راضٍ , مُكتَفٍ " . بالنسبة للعطشان , حتى لو رأى ألف شخص يشربون الماء لن ينفعه ذلك بشيء , لن ينفعه إلاّ أن يشرب الماء بنفسه .
أين نجد السلام ؟
إنه بداخل كل فرد و لكل فرد أن يقول " أريد السلام في حياتي " . المجتمع لا يملك السلام , المجتمع غير موجود , لا يوجد سوى الناس , السلام بسيط يشعره الفرد و لا يحتاج لأخذ وصفات جاهزة أو صيغ لإيجاده .
ما أتحدث عنه هو السلام الداخلي , سلامي , و ليس السلام في الخارج . يعتقد كثير من الناس أن السلام سيأتي عندما يسيطرون على كل عنصر من عناصر حياتهم , هذا لن يحدث , إنه ليس في متناول يديهم , ليس في متناول أي شخص أن يدرك و أن يتحكم بكل شيء , كل ما أستطيع أن أفعله هو أن أفهم نفسي .
ابحث عن السلام في الداخل , حتى لو انتهت كل الحروب الأخرى , طالما أن الحرب بداخلنا ما تزال مستمرة فلن نكون في سلام . إذا كنا في سلام مع أنفسنا عندها لن يعنينا إذا كانت الحرب في الخارج مستمرة .
هناك ابتسامة قادمة من مكان عميق للسلام و الفرح لا يمكن لشيء أن يأخذها منك . تلك هي الابتسامة التي يستطيع كل منا أن يَبْتَسِمها .السلام الذي يكمن في ذلك المكان , في القلب , هو السلام الوحيد الذي يمكنه أن يعطي هذه الابتسامة . يوجد سيمفونية تُعزَف في الداخل , يمكننا أن نتيقّظ لتلك الفرصة , الأمر كله فرصة . يمكنك أن تكون راضياً , أن تكون في سلام داخلي , يمكنك أن تدرك قيمة كل نَفَس , أن تعترف بالشوق للحياة , يمكنك أن تحول الألم لشكرٍ و امتنان , الشك إلى يقين , من الممكن أن تحول كل الأسئلة لجواب واحد , الجواب الذي ليس بعده أي سؤال .
السلام الداخلي ليس شيئاً يمكن اختلاقه أو اختراعه , إنها عملية كشف و إظهار للسلام الموجود فينا أصلاً . تخلّص من كل الأشياء الأخرى و سيكون السلام هناك لأنه موجود فينا جميعاً. متى يأتي الفرح حقاً ؟ عندما نتوقف عن كل الأفعال الأخرى التي نقوم بها سوف نشعر بالفرح لأنه موجود أصلاً في داخلنا . السلام و الفرح موجودان أصلاً في الداخل و عندما نحاول أن نخلقهما سوف نبتعد عنهما أكثر .
كل المعرفة هي في إيجاد السلام الداخلي بدون أي مُحَفّز , أن تجد نفسك . كثير من الناس يتوقعون أن المعرفة ستجعلهم كائنات إنسانية كاملة . الأمر ليس هكذا , كل منا إنسان كامل , لا نستطيع أن نكون أكمل من ذلك . في أكثر الناس قلقاً رأيت السلام , و في أكثر الناس كرهاً رأيت الحب .
عندما نكون في ذلك المكان الحقيقي , عندما يوجد الرضا , عندها يوجد السلام , عندها يوجد الفرح , و ما يحتاجه الأمر هو القبول , علينا أن نعترف بوجودها في هذه الحياة و أن نكون راضين قانعين مُكتَفين .
هناك أمل , و هناك غاية في الحياة أكبر من الأمور الدنيوية التي نجد أنفسنا منغمسين فيها. إن الحاجة التي يشعر بها الناس دائماً في حياتهم جوابها دائماً في الداخل . إذا كنتم تبحثون عن السلام فالمكان الصحيح للبحث هو الداخل .
عندما يكتشف الإنسان حقيقة غياب الصدق و السعادة من حياته , غياب السلام , سوف تأتي من داخله نار حقيقية و شوق لإيجاد السلام , و يبدأ البحث .
حان الوقت لتبحث عن العطش , إنه العطش الداخلي الذي يدفعنا في الاتجاه الصحيح , هذا ما نحتاجه, إعادة اكتشاف ذلك الشعور القوي بالفرح و لندعها تصبح القوة المسيِّرة لنا .
عندما تشعر هذه الحياة بالاكتفاء , عندما لا يضيع هذا النَّفَس هباء , يبدأ اللُّطْف بالظهور , اللُّطْف هو القلب عندما يُملأ بالفرح , هذا عندما يدخل السلام في حياتنا , هذا عندما نبدأ بإيجاد حلول جديدة لمشاكلنا . ليس الأمر هو أن مشاكلنا قد حُلَّت , و لكن لأننا وجدنا في الداخل تلك البساطة الرائعة .
كل إنسان يملك شيئاً رائعاً في الداخل , بداخل كل إنسان جمالٌ عظيم , بداخل كل إنسان سلام , فرح , الشعور في القلب . الحياة هبة و نعمة و علينا أن نفتح نوافذ الفهم لنصل إلى الاكتفاء , كلُّ إنسانٍ كاملٌ بذاته , و داخل كل واحد منا تُشِعُّ شمسٌ مشرقة .
طاقه المحبه الكونيه :: شلالات الحكمه والحكماء :: نهر الحكمه الهنديه :: بحيره الحكمه للحكيم الهندى الساى بابا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت مارس 28, 2015 10:23 pm من طرف أنيس محمد صالح
» الرأسمال الوطني في اليمن.. ليس وطنيا
الجمعة فبراير 27, 2015 5:09 am من طرف أنيس محمد صالح
» إلغاء مادة التربية الإسلامية
الإثنين يناير 19, 2015 2:55 am من طرف أنيس محمد صالح
» الحوثيون.. أنصارا لله أم للشيطان!؟
الخميس يناير 01, 2015 2:05 am من طرف أنيس محمد صالح
» فاقد الشيء لا يعطيه والرئيس اليمني الحالي
الثلاثاء ديسمبر 09, 2014 11:54 pm من طرف أنيس محمد صالح
» خواطر فيسبوكية (5)
الخميس أكتوبر 16, 2014 1:24 am من طرف أنيس محمد صالح
» خواطر فيسبوكية (4)
الخميس أغسطس 28, 2014 5:06 pm من طرف أنيس محمد صالح
» اسئلة عن البندول
السبت أغسطس 02, 2014 12:05 am من طرف جمال الروح
» نكتة الموسم كان رجل يتمشى
الجمعة أغسطس 01, 2014 8:27 pm من طرف جمال الروح
» كلمات روعة مسروقه من دفتر طفل
الجمعة أغسطس 01, 2014 8:22 pm من طرف جمال الروح