كيف نعي طاقة المحبة الغير مشروطة في حياتنا ... تقنية تكاملِ القلبِ والعقلَ عند الانسان

كيف نعي طاقة المحبة الغير مشروطة في حياتنا ... تقنية تكاملِ القلبِ والعقلَ عند الانسان



جمع وإعداد : نزار محمد شديد

السر الذي يساعدك في إطْلاق العنانِ لفَتْح قلبِكَ للمَحَبَّة ووفرة البهجةِ والقبولِ للنفسِ

" أنت لا يُمكنُ أَنْ تَكُونَ محباً وفي حالة من الخوفَ في نفس الوقت " فهَلّ بإمكانك أَنْ تَكُونُ في مكانين مختلفين في نفس الوقت ؟

أنت لا يُمكنُك أَنْ تَكُونَ قادراً على العبيش بالمحبة والخوفَ في آن معاً . فهما لا يَمكن أن يوجدا في نفس الفضاءِ .

فالحبّ ياتي مِنْ القلبِ وهو حالة من الوعي تأتي في الوقت الحاضرِ. بينما الخوف يأتي مِنْ العقلِ وهو حالة تسكن في كيانك من الماضيِ أَو من الُقلِقِ حول المستقبلِ .

الوعي للوقت الحاضرِ ( الحالة الموجودة في القلبِ ) هي النقطةُ المحوريةُ التي تقع بين الماضي والمستقبلِ. إنها القوة الحاضرة. في الوقت الحاضرِ ، وهي تشكل قدرتك لكل ما تُريدَه أَو تَحتاجُ إليه .



أين تَعِيشُ في أغلب الوقتِ ؟

قلب الإنسان : كيف يكون هو الأكثر قوَّةً مِنْ العقلِ ؟

طبقاً للبحوثِ العلمية فإن القلب لديه قوة خمسة آلاف ضعف من القدرة الكهرومغناطيسية أكثرُ مِنْ الدماغِ . هذا الحقلِ المغناطيسيِ يُمْكِنُ أَنْ يُكتَشفَ عن بعد ما يقدر بعشرة أقدام بالتقنيةِ المُتَخَصّصةِ ً.

من خلال 25 يوم من الحمل ، قبل فترة طويلة من معرفة المرأة في أنها حامل بالجنين ، يبَدأَ القلبُ الجنيني بالنبض . فالقلبَ الجنينيَ هو أولُ من يَسجل الحياةِ في أحشاء المرأة .

َتحْدثُ النبضاتُ الأولى للقلبِ الجنينيِ قَبْلَ أَنْ يُسجّلُ الدماغَ أيّ نشاط لفعالية الموجة الدماغيةِ. وتستنهض قوّةُ القلبَ الطبيعيةَ كُلّ العمليات الميكليكية المعروفة التي يستطيع الدماغ بنائها . وفي الحقيقة فإن القلب يُواصلُ القيام بنبضاته حتى عندما يكون دماغ الشخص قد أعلن عن موته

القلب يَحْملُ الحكمة التي لا يمكن أن تَسْقطَ صاحبها . فعندما يتم إسكات العقلَ المشغولَ بالثرثرات ، يُمْكِنُك أَنْ تَسْمتعَ لحكمةَ قلبِكِ. وهذه هي الحكمة التي يُمْكِنُك أَنْ تثق بها .

غالباً عندما يَستعملُ الناسَ العقل بوضوحً فإنهم يُبلغونَ لحالة سماع الحكمةِ العميقةِ مِنْ خلال قلبِوهم . وهذا يَحْدثُ لأنهم عندما تَستعملُون العقل الواضح والغير مشوش فإنهم يَبطئَون حالة الموجات الدماغية لتصبح في حالة استرخاءً. بما فيه الكفاية لكي يُمْكِنُها أَنْ تَسْمعَ حكمةَ القلبِ ِ.

هذه هي حقيقة ما أنت يتوجب أن تكونه … إنها حالة الوجود الحقيقي لكل منا.

عندما تَغْلقُ عيونَكَ وتَأْخذَ التنفس العميق فإنك تَبْدأُ بالإتِّصال بحكمتِكَ الأعمقِ.

القلبَ يَتكلّمُ لغةُ فريدةُ خاصةُ : فاللغة التي يَتكلّمُها هي لغةُ الحبِّ والمشاعرِ اللطيفة والحنونة



تذكّرْ وقتاً كنت فيه متوقفاً تماماً وبلا حراك … قد تكون تُراقبُ شروق الشمس الجميل بشكل مدهش على الشاطئ أَو تحدق بالسماء وأنت تجلس على الرمل في ليلية مَلأتْ بالنجومِ المُتَلألأةِ لتَبْدو مُرتَبِطةً كلها مع الكونِ. أو رُبَّمَا للحظة كَانتْ فيها ولادةَ طفل، أو وأنت تحمل كلباً صغيراً ، في ذلك اليوم الذي قُلتَ فيه "أنا أعْمَلُ"، أَو وأنت تجلس وظهرك مستند لجذع لشجرة معمرة لتتَحسّسُ حكمتَها.

َهذه التجاربِ والخبرات تبدو عند استدعائها في عقولنا كنوع مِنْ الإلفة الضمنية التي لا يمكننا التعبير عنها بالكلماتِ المجرّدِة التي لا تَستطيعُ وصفها بشكل كافي. إنها مشاعر مخلوقة في القلبِ وهو الذي يمتلكها ويَتكلّمُ بلغتها .

القلب هو العضو الأكثر حسّاسية في الجسمِ ، فهو مركزُنا الحسّاسُ. وعمله لَيسَ فقط كعضو قوي في الجسمِ لكنه أيضاً نوع فريد مِنْ العقل في ذات نفسه. إنه الدماغ الذي يختبر العواطفَ والمشاعرَ.

عندما كنا أطفالَ كنا نختبر الحياةً من خلال مركزِ القلبَ. وكنا نَحسُّ غالباً بفرديتنا . ومع تقدمنا بالسن أصبحنا مُكَيَّفينَ للعَيْش والإعتِماد على عقلنا وبذلك فقدنا هذا الإتّصالِ مع مركز قلبِنا وأصبحنا نعتمد كثيراً على دماغِنا.

القلب لديه العديد مِنْ الدروسِ الثمينةِ لتَعليمنا. إنها دروسَ الحبِّ.والمحبة ، وأحد هذه الدروس هو ليذكرنا بأننا لسنا وحدنا على الإطلاق



كيف يتم تكامل عقل القلبِ ... وما هي تقنية هذا التكاملِ لعقل القلبِ ؟

تقنيةَ تكاملِ عقل القلبِ هي تقنية قويَّة لتَجسير العقلِ مع القلبِ. إنها طريقة لمُكَامَلَة وجودنا وذكائنا اللانهائي ، إنها عملية تَسْمحُ لنا بتَحديد مكان وعينا الضمني في قلبِنا بدلاً مِنْ دماغِنا.، وهي تسمح لنا باختبار قدراتنا الروحية بشكل كبير في من هو نحن ضمن هذا الكونِ.

تَدْعو تقنيةُ عقل القلبِ الأفكارِ لكي تندَمْج ضمن الحبِّ الغير مشروطِ مِنْ القلبِ ليختبر القبول والتسليم الغير مشروطَ. وعندما نُزاولُ هذه التمارين فإننا نكون على اتصال مع مشاعرِنا التي هي في الجزءَ الأكثر حقيقية في أنفسنا.

عندما نستطيع ان نَستردُّ فعالية القلبَ كمركز للحكمةِ فإننا نصبح على اتصال مَع الحكمة التي لن تجعلنا نخطيء . فهي الحكمة التي يُمْكِنُنا أَنْ نَأتمنَ لها تماماً . وهذه التقنية للتكاملِ بين القلبِ والعقلَ كما يلي :

1. قم باستحضار مشكلة ما أو تحدي ما يواجهك في حياتك لتشعر بوجوده في وعيكَ

2. تحسسْ مشاعر أَنْك تختبر كل ما تُفكّرُ به بشأن هذه المشكلةِ ولاحظ أين تَشْعرُ بهذا الشعور في جسمِكَ

3. إغلقْ عيونَكَ وتخيّلْ هذا الشعور بحيث تجعل منه يَكُونَ طفلاً صغيراً ( بعُمر 5 أَو 6 سنوات )

4. في عينِ عقلك شاهد نفسك تدخل إلى هذه الصورةِ وتجلس بجانب هذا الطفلِ الصَغيرِ … وتطلبِ مِنْ هذا الطفلِ أن يخبرك كيف يشعر في تلك اللحظة …

5. إسألْ طفلَكَ الداخليَ هذا السؤالِ : ما هو خوفكَ الأعظم حول هذا الأمر ؟ و. . .ما هو أسوأ شيءِ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدثَ إذا تحقق هذا الخوفِ ؟ "

6. ضِعْ يَدَّكَ على قلبِكِ وشاهد نفسك تاتي بهذا الطفلِ الصَغيرِ ليكون قريب من قلبِكَ ليشعر بعناق الحب الدافي من قلبك .

ضمن نفسك قم بإرسال رسائلِ الحب هذه إلى الطفلِ الصَغير ليشعر بالحبِّ والإطمئنانِ لتجعله يَعْرفُ بأنّك معه هناك وكُلّ شيءَ سَيَكُونُ خيراً وعلى ما يرام

7. ضِعْ يَدَّكَ الأخرى على الجزءِ الأماميِ لرأسكِ وتنفّس بعمق في هذه اللحظةِ … مع السَماح لعقلك للتكامل ضمن قلبِكَ … ثم تنفّسْ بعمق وإعرفْ بأنّ كُلّ شيء جيّدُ وعلى خير ما يرام في هذه اللحظةِ …

( عليك أن تقوم باسحضار هذا الطفلِ الصَغيرِ من خلال تخيلك العقلي له ليكون مَعك مِنْ هذه اللحظةِ بكل ما تَعمَلُه ولكل مكان تَذْهبُه … ابقى على اتصال مع هذا الطفلِ الصَغيرِ ومع مشاعرِكِ على الدوام ) ، وهذا كل شيء حول هذه التقنية ... فهل لك أن تقوم بتطبيق تجربتها ؟؟