طاقه المحبه الكونيه
مرحبا بك فى بيتك الكونى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

طاقه المحبه الكونيه
مرحبا بك فى بيتك الكونى
طاقه المحبه الكونيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حوار مع اوشو

اذهب الى الأسفل

حوار مع اوشو  Empty حوار مع اوشو

مُساهمة  admin الأربعاء ديسمبر 01, 2010 4:34 pm


لو أن ملذات الحياة تعبر عن طُهرنا في جوابه العفوي للتلميذ المريد يُشدِّد أوشو أن لاشيء من الخارج يمكنه أن يُشوِّشَ حالة الصفاء لأن الانسان حين يتعذب ويعاني فذلك معناه أن ( الأنا ) لديه هي التي تتعذب بمعنى آخر أنه فقدَ ( صدقه مع ذاته ) أوشو والذي يعتبره العديد معلماً خاطئاً في الروحانيات نراه يضع الأمور في مجراها الصحيح مستعرضاً الذات على أنها الآخر بهدف الكشف عن حقائق جوهرية في الحياة


المُحاور
ماذا يعني الصفاء ( الطهر ) ولماذا يتعذب الشخص النقي البريء غالباً ؟


اوشـــــو
لم أرى في حياتي شخصاً بريئاً نقياً يتعذب حقيقةً لأن النقاء أو البراءة خاصية داخلية لايبدلها أي حدثٍ خارجي حتى الموت بحد ذاته لايؤثر عليها..لكني أفهمُ سؤالك فالكثير وجَّهَ إليَّ ذات السؤال وبدايةً أقول
إن الناس لايدرِكونَ تماماً معنى البراءة أو النقاء لأنهم حين يتعذبون ويعانون ويتحمَّلون معتقدين أن ذلك يحدث بسبب عوامل أو مؤثرات خارجية لكن ذات السؤال يمكنني أن أطرحه بطريقةٍ أخرى ، لماذا يتعذب الشخص الفاضل ، المتدين و الصالح ؟
أيضاً لم أشاهد صالحاً أو فاضلاً أو متديناً أو روحانياً يتعذب .. وهم حين يقولون بأنهم يعانون فذلك لاعتقادهم بأنهم روحانيين أو أصحاب فضائل بينما العكس هو الصحيح..
قد يكون الشخص صالحاً لكن بدافع الخوف وليس الحب.. قد يكون الشخص فاضلاً وصاحب أخلاقيات لكن ليس بدافع الحب إنما الخوف من جهنم أو الطمع ( الفوز ) بالجنة..


هذا النوع من الناس ليس نقياً وتقياً إنما جاهلٌ وحسب إذ ثمة خيط جداً دقيق يفصل بين الجهالة والنقاء فالطفل ليس بالضرورة أن يكون نقياً وحين يحيا هؤلاء الأشخاص ( حياةً روحانيةً ) يصبحون كالطفل، انتبه قلت " كالطفل" ولم أقل يصبحون " طفلاً "..ذلك أن الفصل بين العهر والطهر أمرٌ دقيق فالجاهل يحاول دائماً ألا يُظهرَ جهله من خلال هذه الأعراض انه يحاول الظهور بمظهر الخبير المطَّلِع دائماً والعارف بالأمور..أما الشخص النقي فيبذل مابوسعه ليكون أكثر نقاءً أي أنه يرمي جانباً مالايخصه حتى لو ارتبطَ الأمر ببضع معارف ، وذلك بهدف أن يكون متفرِّداً له خصوصيته الذاتية ( هويته )..



أعرفُ شخصاً ليس سيئاً وقد أتى لزيارتي ذات مرة ، لكن ذلك لايعني أنه فاضل إنما وببساطة هو إنسان جبانٌ والسبب أنه يهدف لامتلاك مايمتلكه الآخر لكنه جبان وضعيف أنه يريد أن يكون غنياً ، ذو حظوة، أو صاحب نفوذ أو رئيساً أو رئيس وزراء... إلخ، لكنه ليس على استعدادٍ للمرور بسلسلةٍ ( سُبُلٍ ) من التآمر والتلاعب والغش والنفاق لتحقيق غايته..هذا أمرٌ أكثر سوءاً من دعواه أنه لايريد القيام بهذه الأعمال السلبية أو الغير أخلاقية..( يعني عذر أقبح من ذنب) باختصار ؛ هو يريد أن يكون رئيساً مثلاً لأنه ـ بموجب قناعته ـ صاحب أخلاقيات ..هو يريد أن يصبح ثرياً لكنه يجهل حجم وكيفية الجهود المشقات المختلفة من مكرٍ ودهاء وحيلة ونصب واحتيال كان قد اتبعها غيره للوصول إلى الثروة ، الأمر الذي يسبب له الخوف من أن يكون مصيره السجن.. لو نخشى السجن إذن علينا أن ننسى أمر الثروة ونتجاهل رغبتنا بها..فالغنى المادي بالطبع يتطلب جرأة حقيقية، مجازفة ومغامرة بكل شيء، يعني أن يكون المرء على استعداد للقتال أو القتل، أن يدخل السباق دون التفكير إن كانت الوسائل صحيحة أو خاطئة..إذن ( الغاية تبرر الوسيلة) هي مبدأ الشخص الذي يريد الثروة أو النفوذ أو الوصول لغايته.. والحالةُ هذه، لايهم الأخذ بتلابيب الناس أو قتلهم لأن من أجل تحقيق الهدف يُدفَع الثمن بأي طريقة..فكيف يتَّفقْ أن يبقى الشخص فاضلاً وصالحاً ونقياً إن كان يريد الوصول إلى هذه الأمور؟.. هذا محال..


لو يكون الانسان فاضلاً وصالحاً .. الخ بدافع الحب وليس ( بدافع الخوف أو الطمع ) فإنه على استعدادٍ دائمٍ للمجازفة بكل نجاح واعتبارات ومظاهر وكل شيء فقط من أجل الحفاظ على طهره الداخلي..
حتى لو تغيرتْ قوانين الحياة والوجود وأُعلِنَ منذ بداية الخلق على أن الأشرار مصيرهم الجنة مثلاً وأهل الفضيلة مصيرهم النار، فإن الشخص الفاضل سيقبل بالنار دون التخلي عن جوهره ( النقاء)..


أذكرُ حدثاً غريباً...
أن شخصاً يُدعى ادمِوند برووك وهو أحد المؤرخين المشهورين في بريطانيا، كان لديه صديق أيضاً له مكانته لكنه قس ، حتى الملك والملكة وكل العائلة الملكية في بريطانيا، كانت تأتي إلى الكنيسة لحضور قداسه وسماع موعظته كل يوم أحد، اِدموند لم يكن موجوداً هناك رغم أنه صديقه..
ذات يوم، سأله
ـ يؤلمني أنكَ لم تأتي يوماً واحداً لحضور القداس والموعظة بينما الملك والملكة وكبار المعلمين في الجامعة والأعيان والكل قد أتى .. وأنت صديقي الوحيد أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه بدافع المجاملة على الأقل أن يأتي ولو مرة واحدة في الشهر..
يرد اِدموند:
ـ لهذا السبب كنتُ أرفضُ الحضور، لكن وبما أنكَ تشدد على ذلك فسوف أحقق لك رغبتك في الأحد القادم كن على استعداد..
ـ على استعداد!.. ماذا تقصد؟
ـ ستفهم لاحقاً حين آتي إلى الكنيسة..
بالطبع، عملَ القس على تحضير موعظة بالغة التأثير كما فعلَ بقية الكاثوليكيين في الكنيسة، وهذا أمرٌ سري
تحضير موعظة؟!..
وهل القس معلم مدرسة، أو أستاذ معهد؟
ألا يمكنه القاء الكلام عفوياً ؟
إن موعظة الأحد أو خطبة الجمعة مزيفة حتى لو كانت مكتوبة ومحضَّرَة ومنطوقة جيداً والسبب أنها ليست من القلب..


وكان يوم الأحد، حضر اِدموند القداس، أما صديقه القس فقد استعد تماماً لهذا اليوم وألقى موعظته المؤثرة لكن اِدموند لم يرفَّ له جفن ولم تظهر على وجهه أي انطباعات أو ملامح تدل على تاثُّرِه، الأمر الذي أثار حنق القس فقال لنفسه:
ـ يا لهذا الرجل ، يجلسُ في المقدمة وكأنه تمثال!..
حان بعد ذلك وقت توجيه الأسئلة والاستفسارات فكان اِدمون الأول :
ـ لدي سؤال، قلتَ في موعظتكَ أن الرجل الفاضل ،الصالح والمؤمن بالله يذهب إلى الجنة، أما الغير فاضل والملحد فيذهب إلى النار خالداً فيها أبداً، وسؤالي أنك يسَّرْتَ الأمور وأريد معرفة مصير رجلٍ ملحدٍ لكنه فاضل وكذلك مامصير رجل مؤمن لكنه بلا فضائل وأخلاقيات؟...
شعرَ القس بالارتباك فالجواب على هذا السؤال يطرح إشكالية خطيرة وفي النهاية قال؛
ـ اعذرني، لاأستطيع الرد على الفور
قال اِدموند:
ـ أنا أعرف السبب لأن الموعظة لم تكن من القلب أنت ببغاء ولكن كم يلزمك من الوقت لترد على سؤالي رغم بساطته؟..
القس : ثمانية أيام ، الأحد القادم سأرد..
وكانت هذه الفترة جحيماً حقيقيةً للقس الذي راح يبحث ويفكر ، يحدث نفسه، يعيد ترتيب الأفكار، يكرر سؤال صديقه على نفسه، يعود للكتب والمراجع ويقلِّبْ الاجابات في ذهنه مراراً وتكراراً... ـ يقول لنفسه


" يبدو أن ماذكرتُه لم يكن صحيحاً ، فرجل فاضل وملحد مصيره النار، أما الغير فاضل والمؤمن بالله فمصيره الجنة،.. لكن هل تكون الجنة لمجرد الايمان بدون الاخلاقيات والفضائل؟.. آه سأترك هذا اللغو وأُبسِّط الأمور على أن المؤمن مصيره الجنة والملحد مصيره النار، يا إلهي وماذا بشأن الأخلاقيات والفضائل؟.. "..


هام القس في بحر أفكاره ولم يتمكن من النوم خلال هذه المدة إلى أن حلَّ يوم الأحد سريعاً..فالوقت وحين نريده أن يمضي ببطء يمضي سريعاً والعكسُ صحيح.. هو دائماً ضد رغبتنا..وقبل ساعة من موعد الموعظة، أتى القس خالي الوفاض وصلّى إلى يسوع المسيح قائلاً:
" ساعدني ، خذلتني الكتب والمراجع والمكتبة بأسرها، ثمانية أيام بلياليها وأنا أبحث وأفتِّش وأفكِّر دون جدوى، يبدو أن اِدموند كان على حق حين رفض مجاملتي بخصوص حضوره القداس أما وأني أرغمته فحدث ماحدث، وهاقد سبب لي مشكلة كبيرة لاتخصني وحدي إنما تزعزع رهبانيتي ، أنقذني يايسوع "..
ثم وضع رأسه عن أقدام التمثال وردد:
" أنقذني أرجوك، القضية لاتخصني ، لاتخص مكانتي إنما تتعلق بالدين.. دينك يايسوع هو اليوم في محل خلاف ولستُ إلاَّ ممثلاً عنه"..
ثم غفا بسبب الاعياء والمشقة والانهيار والارهاق وشاهد في حلمه .. أنه يجلسُ في قطار سريع وحين استعلمَ وجهته ، قيل له أنه ماضٍ باتجاه الجنة،شعرَ بالارتياح لأنه سيرى هناك فئة معينة من الناس أمثال سقراط، بودا، ماهافير، وقال لنفسه
" لو شاهدتُ سقراط في الجنة فهذا معناه أن الفضيلة والأخلاق يضمنان ( دون الايمان) الفوز بالجنة، ثم تساءل ؛ لكن ماذا لو لم أجدهم هناك ووجدتُ فئة أخرى أمثال هتلر ، نابليون والكساندر الكبير؟هؤلاء كانوا يؤمنون بالله لكنهم بلا أخلاق لأنهم قتلوا الكثير من الناس.. نادرشاه أيضاً كان يؤمن بالله لكن متعته الوحيدة كانت إحراقَ الأحياء..
إذن لو أنني شاهدتُ هناك هذه الفئة الأخيرة فالقضية ستكون محلولة بأن الايمان بالله ( دون الأخلاق والفضيلة) يودي إلى الجنة.. وقتئذٍ سأقول ذلك إلى الكنيسة ..
وحين وصل ، لم يصدق مارآه، مسح نظارته ليرى بوضحٍ أكثر، فبدت المحطة وكأن كارثة قد حلت عليها، الدمار في كل مكان، أما عبارة " الجنة " والتي كُتِبَتْ كما يبدو من ملايين السنين كانت بالكاد تُرى..فالفوضى والقذارة تعمّان المكان.. لا.. لا.. ـ قال لنفسه ـ هذه ليست الجنة محال أن تكون الجنة على هذه الحال نزل من القطار باتجاه مكتب الاستعلامات فلم يشاهد أحد تساءلَ حول إمكانية وجود بعض الأشخاص أمثال بودا، سقراط، بيتاغور، اِبيكور، هيراقليط، ماهافير، لاوتسي فقيلَ له ـ لم نسمع بهؤلاء ثم شاهد أناساً يشبهون الجثث لكأن الحياة قد استُخرِجَتْ من جلودهم وهياكلهم العظمية،تساءلَ بشأنهم فقيلَ له أحدهم كان قسيساً يدرك مايقول، والثاني هو القديس فرانسوا أما الثالث فالمعلم ايكهارت..ينتفض : " يا إلهي "!..
أما الغبار المتراكم على كل شيء يعطي انطباعاً بأن المطر لم يهطل منذ قرون بعيدة لأن كل شيء كان جافاً لايوجد اخضرار أو زهور أو أشجار..مطلقاً لم يشاهد مثل هذا المكان المرعب ـ فيقول لنفسه ـ إن كانت الجنة على هذه الحال فليحفظ الرب ملكة البلاد ، هذا المكان خطير فقد تحول القديسون إلى أشجار بلا أوراق ، وسألهم إن شاهدوا الربيع ذات مرة فأجابوه بأنهم لم يسمعوا بهذه الكلمة من قبل بل لايعرفون معناها.. يعني لافرح، لاأغنيات، لارقص ولا ألحان..فهرولَ إلى المحطة للاستفسار عن قطارٍ يتجه إلى النار، وقيل له بأنه على وشك الانطلاق صعد متلهفاً وتساءل " تُرى ما الأوضاع في النار سيما وأنني شاهدتُ الجنة بشكلٍ لايُطاق أو يُصدَّق ؟""..
وحين أصبح على مقربةٍ من المحطة، هبَّ نسيمٌ عذب ، ناعم ومعطَّرٌ ..


في المحطة، شاهدَ أناساً في غاية البهاء من أطفالٍ ورجالَ ونساء ، قال لنفسه " يبدو أن ثمة خلل ، فهذا المكان لابد والا يكون الجنة فالعالم في غاية الجمال والسعادة"..


وحين نزل ليسأل أحدهم إن سمعَ بسقراط، بودا، باشو، بوديدراما، قيل له "إنهم غيروا الاتجاه ، فهذا المكان كان متعفِّناً نتناً وبمجرد وصولهم إليه حولوه وغيروه فأصبح كل شيء أخضر كما لو أنها غوطةٌ حيث الحب والسعادة والموسيقا والأغنيات.."


ثم طُلِبَ منه أن يبقى حتى المساء لأن العالم سيرقص رقصته ويغني أجمل الأغنيات فالجميع في هذا الوقت يعمل في الحقول والحدائق.. وأشارَ أحدهم إلى رجلٍ يعمل وسط الحقل:" انظر هناك.. إنه سقراط...."..
الصدمة جعلته يصحو..


وقد حان وقت الاجتماع الكنسي وبدأ الناس يتوافدون ويلتفون حوله ، ينظرون إليه بانتظار الرد على تساؤلاتهم.. ثم وصل صديقه اِدموند لسماع الرد ، فأجاب:


" بذلتُ فوق طاقتي دون جدوى، لكنني سأروي لكم ماشاهدته للتو في حلمي ، عساكم تستخلصون العبرة بأنفسكم، بينما النتائج التي توصَّلتُ إليها ؛أنني أعتذر للجميع عما قلته بالأمس لأنه ليس صحيحاً ، والقضية لاتتعلقُ بأن الجنة مصير أصحاب الفضيلة إنما العكس بمعنى أن الفضيلة والأخلاق هي الجنة بحد ذاتها ، تأتي إلى أصحابها وأهلها حيث يكونون لأنهم يخلقونها ويوجدونها بفضل أخلاقهم...أما قضية الايمان فهذا يعود إلى تخيلكم الخاص، يمكنكم الايمان أو الالحاد ، فهذا لايتعلق بالمصير الأخروي"..


المُحاور ـ إذن، الانسان النقي لايتعذب ، وإن حدثَ ذلك فمعناه أنه ليس نقياً حقيقياً إنما يجهل جمالية النقاء..


النقي حقا لايتعذب لأنه في الجنة حتى لو كان في النار.. والذي يحسب يتعذب لأنه في النار حتى لو كان في الجنة ..أي أن الشخص النقي بدافع الخوف سوف لن يرتكبَ أي جريمة ـ خوفه من الوقوع في قبضة الشرطة سيردعه عن ارتكاب الجريمة ـ خوفه من القانون والمحاكم هو الرادع لارتكاب الجريمة ..


أما فيما يخص الفضيلة الناجمة عن الخوف فهي ليست فضيلة إنما ضعفٌ ونذالة لهذا يستحق الضعيف والجبان أن يتعذب ويعاني...


فأن تكون نقياً يعني أن تكون شجاعاً ، جريئاً في هذا العالم الذي تسوده كلٌّ من الفوضى والنفاق والغش والزيف..باختصار يعني أن تكون أنت ، وليس غيرك.. صحيح سيصيبكَ العذاب لكنه سيكون متعةً لك سيصيبك من النيران لكنها لن تحرقك..لم أقابل شخصاً يتعذب بسبب سلوكه الأخلاقي الفاضل لأن هذا الأخير سيكون بمثابة مكافأة ( جزاء) له..


أما كل سلوك غير أخلاقي فهو بمثابة عقاب..
إذن ليس هناك من جزاء وعقاب بعد وقوع الحدث( الفعل) أي بعد فوات الأوان.. أي ليس هناك من ذلك وراء هذا العالم ..لو تضع يدك في النار ستحرقك على الفور وليس غداً أو بعد الغد، كذلك جهنم فقد ( أُعِدَّتْ ) وليس( سوف تُعَد) فالسبب والمسبب مرتبطان بعضهما ببعض دون انفصال..إن كنت تعاني وتتألم، ابحث إن كان النقاء الذي بداخلك هو فعلاً من النقاء.. المعاناة التي يكون فيها الانسان يجب أن توضعَ موضعَ بحث ونقاش وسوف يكتشف أن نقاءه ليس حقيقياً إنما لأنه جبان أصبح يعاني.. وقد تصب السماء كل أنواع العذاب على شخصٍ ما دون أن يتأثر لأن نقاءه حقيقي.. وتذكر دائماً أن الحياة آنيّة ( كاش) وليست وعداً أو التزاماً مؤجَّلاً بالدفع.. ورغم ذلك نرى الناس يستغربون ماهم فيه..


صديقٌ يعرفني منذ مايقارب الأربعين عاماً، أتى لزيارتي بعدما عدتُ من جولةٍ قمتُ بها حول أميركا،كان حزيناً بسبب سجني الغير مشروع والعذاب الذي تعرَّضتُ إليه في السجن إضافةً للارهاق والاهانة،شاهدت دموعه ولم يكن لدي ماأقوله له سيما وأنني كنتُ أتحدثُ إلى صحفي أتى ليأخذ أقوالي عن جولتي،فجلس صديقي يستمع:
" كان السجنُ بالنسبة لي تجربة جديدة، وجميلة، يمكنك أن تقيدني بالأغلال ، يمكنك تقييد الأقدام والأيدي لكنك رغم ذلك تبقى حراً ولن يمس حريتك أي شيء... يمكنك تقييد جسدي أما أناي فهذا محال..بعد ثلاثة أيام ، قال لي حارس السجن ـ أنت غريب الأطوار ، لم أشاهد في السجن رجلاً مسروراً
مثلك ـ فأجبته بأنها المرة الأولى التي أُسجنُ فيها ولاأريد تفويت أو تضييع أي لحظة من هذه الحياة المختلفة عماهي عليه خارج السجن.. بالطبع، ثمة أوامر من جهاتٍ عليا كان هدفها أن أكون في هذا المكان، وبذلوا مابوسعهم إلى أن مضى اليوم الأول.. وفي اليوم الثاني، بدأ مدير السجن والطبيب والمرؤوس الأدنى مرتبة بدأ الجميع باستجوابي، لكن حين وصلت البرقيات، المكالمات الهاتفية، وورود العالم تريد الاطمئنان عليّ،علموا أنها فرصتهم الفريدة وهم يريدون الاستفسار حول هذا الذي عندهم ، فقال بعض الممرضين بأن مدير المشفى لايأتي إلا مرة واحدة في الشهر بينما أتى ذلك اليوم ست مرات للاطمئنان على صحتي..أحدهم طلب مني اوتوغرافاً، الآخر صورة، الثالث أحضر أسرته والتقط صوراً تذكارية معي ..قلت لهم:
ـ وجودكم غمرني بالسعادة طوال الوقت فلم أشعر أنني في السجن..
وفي اليوم الثالث، بينما كنتُ على وشك المغادرة ، قال الحراس في المطار
ـ أتيتَ متعباً وأنت الآن على أفضل حال كم هذا غريب !.. أجبتهم :


ـ ثلاثة أيام من الراحة التامة ، مستلقٍ وصامت، حتى أنني لم أتمكن من النوم لأنهم وضعوا بقربي جهازيْ تلفاز لبث البرامج منذ الصباح الباكر حتى منتصف الليل وبصوتٍ مرتفع إضافة إلى إحضارهم كل المدخنين سيما وأنهم عرفوا بموضوع حساسيتي اتجاه ذلك..دخان وصوت مرتفع وتلفاز.. إذن لاشيء أفعله سوى الاستلقاء والهروب إلى داخلي لثلاثة أيام على التوالي...


ووجدت أنني لم أكن منزعجاً، أن حساسيتي قد تلاشت على خلاف العادة ، لأنني كنت أُصاب بنوبة ربة لأقل رائحة عطرية أو غبار أو روائح مثيرة للحساسية ..كل ذلك لأنني تركتُ جسدي وهربتُ إلى داخلي، إلى العمق الذي فيه يمكنني أن أكون بعيداً عن التلوث تاركاً للجسد مهمة المقاومة..


قال الأطباء:
ـ عرفنا بحساسيتك ورغم ذلك لم تتأثر، لماذا؟


أجبتهم:
ـ لأنني بقيت داخل جسدي وبذلت مشقة كبيرة لأبقى في ذاك الملاذ، فأنا لم أتناول الكثير من الغذاء كونه غير نباتي إضافة إلى أن الأوامرالعليا تنص على معاملتي بالسوء في هذا الأمرفلم يقدموا لي أي طعامٍ نباتي على الاطلاق.. فقدم السجناء لي حصتهم من الحليب والفاكهة وقالوا
ـ لن يقدموا إليك أي غذاء نباتي وأنت لم تأكل شيئاً ، سنعطيكَ حصتنا اليومية وبذلك يكون لديك يومياً 12 كوب من الحليب و12 تفاحة..
أجبتهم:
ـ الأفضل عدم تناول أي غذاء لأنني سأكتفي ببعض الفاكهة وبكمية قليلة من الحليب لاأريد أن أتعبَ جسدي فالهضم يتعبه ومن الأفضل أن أتركه ينام، بالأحرى يموت دون أن يتعب، فأنا لاأريد أن يُصاب بنوبة ربو في حال قام بعمله ..لثلاثة ايام ، لم أُصَب بأي مشكلة سوى أنني فقدتُ أربعة كيلوغرامات من وزني ودون معاناة..
استغرب الأطباء بعد كل فحص بأنني في حال جيدة رغم التوصيات والجهو المبذولة لهدم صحتي..وحين خرجتُ من سجن نيرفانو قيل لي:فقدتَ 4 كغ من وزنكَ وهذا ماعجز عن القيام به الطبيب آمريتو ــ طبيبي الخاص ـــ
لكن هؤلاء الحمقى المخبولين من الأمريكان قد توصَّلوا إلى ذلك ـ قلتُ لهم ـ وهكذا تحسنت بينما كانوا يشددون على تعذيبي وبما أنهم فشلوا فقد اُصيبوا باحباطٍ شديد.."
كان صديقي يستمع إلى حديثي هذا مع الصحفي وحين انتهيت ، قلتُ له:
ـ كيف حالك؟..
رأيته مصدوماً ، فقد أتى من مسافةٍ بعيدةٍ لينوح وينتحب لأنني كنت منهَكاً ومعنَّفاً إلى أقصى الحدود لكن وحين سمعَ أنني استفدتُ من التاجربة، تبدلتْ ملامح وجهه وخابتْ آماله فقلت له:
ـ أنت تفكر بموجب ذهنيتك فحين وصلت كنتَ حزيناً لسبب معين والآن لسببٍ آخر، لأنكَ لم تتمكن من أن تتذمر بأي شكل من سوء معاملة البعض في الحكومة الأمريكية مستغلاً تجربتي ..لا أنت ولاغيركَ يمكنه أن يواسيني، ولن أسمح بذلك فأنا بكل الأحوال مستمتع بما يحدث..


المُحاور
إن كل ماهو صادق وحقيقي لايمكن أن يتحول إلى عذاب ومعاناة .. فالناس الطيبون يكونون ( يعيشون ) حياتهم في الجنة وليس لأنهم سيذهبون فيما بعد إليها إنما هي التي تأتي إليهم.. ولاأريد لكم أن تصابوا بالانفصال كما يحدث في الكنائس والمعابد والمساجد حيث يحضِّرون الناس للذهاب إلى الجنة وفي حال عدم التزامكم بكلامهم تذهبون إلى الجحيم..
لا.. لاأريد لكم هذا..


إنني أحضِّرُكم إلى تجربة مختلفة تماماً، تجربة بأن تدخل الجنة إلى دواخلكم ،
أن تأتي هي إليكم،عبر بعد سيكولوجي وليس جغرافي..


حين عاد ـ غاغاران ـ أول رائد فضاء والانسان الأول الذي دارَ حول الأرض لالتقاط الصور
كان أول سؤال وُجِّهَ إليه ـ وهو سؤال عادي في روسيا ـ " هل وجدتَ الله ؟"..
أجاب " لا.. لم أجده.."
ثم شيَّدوا متحفاً في موسكو يحتوي كل الأشياء التي أحضرها غاغاران معه من الفضاء والقمر وكتبوا على باب المتحف عبارة لغاغاران وهي من الذهب الخالص:


" استكشفنا الفضاء ولاوجود لله في أي بقعة هناك"..
لكني أقول للروسيين وللعالم بأسره
" لن تجدوا الله باستكشافكم الفضاء وستجدونه باستكشاف دواخلكم
لأن الله ليس شيئاً موجوداً بشكلٍ مادي أو ملموس إنما هو
شخصيتكم ( ذاتكم ) الحقيقية..


أي أن تكونوا أنفسكم،
وحين تعثروا عليه لن تتعذبوا ولن يكون لديكم أي معاناة ..
ولن تجدوا أي جهنم أو أي ضيق وضنك في الحياة بل ستصبح الحياة رقصة ابتهاج رقصة ساحرة وعجيبة
admin
admin
سفير المحبه الكونيه
سفير المحبه الكونيه

عدد المساهمات : 380
تاريخ التسجيل : 23/11/2010
العمر : 54
الموقع : ارض المحبه الكونيه

https://universalloveenergy.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى