طاقه المحبه الكونيه
مرحبا بك فى بيتك الكونى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

طاقه المحبه الكونيه
مرحبا بك فى بيتك الكونى
طاقه المحبه الكونيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من أنا؟ ومن أنت؟

اذهب الى الأسفل

من أنا؟ ومن أنت؟ Empty من أنا؟ ومن أنت؟

مُساهمة  admin الأربعاء ديسمبر 01, 2010 4:18 pm


هل توقفت مرة وسألت نفسك من أنت؟ لماذا أتيت؟ ووجدت أفكار معينة أو مشاعر غامضة أو مجرد مجموعة من جملة " لا أعرف" ؟ في الحقيقة لا مشكلة في جملة "لا أعرف".. فهي نقطة بداية رائعة، لأنك عندما تعتقد بأنك تعرف لا تكون منفتحاً لتعلّم الجديد... فعندما تظن أنك عرفت نفسك لن تكون مستعداً للبحث عن ذاتك الحقيقية. هناك جملة أحبها وهي "أولئك الموجودين بينكم والذين يعتقدون بأنهم يعرفون... يغيظوننا نحن الذين نعرف!"

إذاً فجملة "لا أعرف" جيدة على عكس ما يعتبرها العالم دليلاً على الشك وعدم الثقة بالنفس... خاصةً وأن الجميع يتحدث اليوم عن الثقة بالنفس وقيمة النفس وتقدير النفس! ولكن لننظر للأمر من ناحية أخرى، فالشك مجرد سؤال وتحقيق للبحث عن الذات ولذا فهو أمر جيد ومفيد.. إن الشك والتحقيق هو ما تقوم عليه الأبحاث العلمية! فالعلم مبني على التحقيق في كل شيء إلى أن نجد الحقيقة ولذا فإنه كما يحتوي البحث على الثقة فإنه يحتوي على الشك أيضاً. وهو يبدأ في عقولنا على شكل بذرة من الشك وسؤال ملح سواء كان "من أنا؟" أو "ما الذي أفعله هنا؟" أو "ما هي الحقيقة؟" لقد قال أوشو من قبل "لا تكبت الشك بل ادخل فيه واشعر بالشك... إلى أن تجد ما هو غير قابل للشك"

من تظن نفسك؟

من تظن نفسك؟ تبدو جملة وقحة أليس كذلك؟ ولكن ما الذي يخطر على بالنا عندما نسمع هذا السؤال... "أنا رجل" "أنا امرأة" "أنا لطيف" "أنا خبيث" "أنا جذاب"... إن كل ما نقوله يأتي من عقولنا وتفكيرنا، أي أننا نستعمل العقل لنحدد من نحن فنفكر ونحلل ونتصور ونخترع من نحن... وذلك بدلاً من أن نضع أفكارنا على جنب لنرى من هو هذا الموجود هنا!

هناك فرق بين الظن وبين المعرفة لمن نكون... فالظن والتفكير يحدث بسبب استعمال العقل ووجود الأفكار بينما المعرفة تحدث عند وضع العقل والأفكار جانباً! تماماً كالتفكير في طعم القهوة وتذوقها حقيقة... لنقل أنك لم تذق القهوة من قبل ولكنك تستطيع أن تتخيل كيف يمكن أن يكون مذاقها وذلك من رائحتها وشكلها أو قد تسأل أحداً أن يشربها ويصفها لك... مهما كانت الطريقة فلن تكون كوضع شفتيك في هذا السائل وتذوقه بنفسك!

باختصار، أن تظن ما هي حقيقتك ليس كمعرفتها... وعندما تعرف من أنت فإنك لا تستطيع أن تصفها لأي شخص آخر، فكل ما يمكنك فعله هو التلميح والإشارة وبعد ذلك الأمل بالقدرة على إيصالها!
ولذا قبل أن تعرف من أنت لنلق نظرة على من تظن قد تكون هذه "الأنت"!

عندما يسألك شخص ما "من أنت؟"... فماذا تجيب؟

اعتقد أن الأمر يعتمد إلى حد ما على الظروف! نعم فنحن أصدقاء شخص ما إذا ساعدنا ولسنا أصدقاؤه إذا أقفل بابه أمامنا! نحب فلان إذا كان يرتدي أحلى الملابس ولا نعرف حتى من هو إذا لم يهتم بمظهره! نغيّر ونعدّل قصصنا بحسب الوقت والموقف... الجميع يقوم بهذا فهو أمر ممتع!

ولكن بشكل عام عندما يسألنا شخص ما "من أنت؟" غالباً ما نجيب بأسمائنا مباشرة.. دون أي تفكير تخرج فوراً من أفواهنا لأن هذا ما تم تعليمنا إياه وتدريبنا عليه... مثل عندما يسألنا أحد "كيف حالك؟" نجيبه "بخير، شكراً" حتى لو لم نكن كذلك.

ولكن هذا ما يتوقعه الناس منك هذه الأيام! اسمك ومن أين أنت هما مفتاحك للمجتمع. فلن يبدو الأمر مقبولاً إذا سألنا شخص ما من نحن أن نجيبه "امممم، إني لا أعرف بالضبط!" حتى ولو أنها إجابة صادقة!
إذاً، فكما هي إجابة "بخير شكراً" ليس حقيقية لسؤال "كيف حالك" فإن إجابة "أنا أيمن عادل من مصر" ليست الإجابة الحقيقية لسؤال "من أنا؟"

على ماذا يحتوي الاسم؟

هل أنت أحمد أو وائل أو هدى؟ هل أنت مثل كل أحمد أو وائل أو هدى تعرفهم؟ ماذا يحدث إذا غيرت اسمك؟ هل تتغير شخصيتك أيضاً؟ ماذا عن الألقاب التي كنت تلقب بها في صغرك؟ هل غيرت في حقيقتك شيء؟ إذا على ماذا يحتوي الاسم؟ لا شيء!

إذا سألك معلم مستنير "من أنت؟" وأجبته باسمك فسيضحك! لأنه لا يسألك عن جسدك أو عقلك أو الملصق الذي أعطاك إياه والديك ليعرف عنك... سيضحك لأنه يسألك "من كنت قبل أن يأتيا بك والداك إلى هذه الحياة؟" "من ستكون بعد أن تفارق جسدك؟" "ومن هو (أنت) الذي لا يولد ولا يموت أبداً؟" سيضحك لأنك فشلت في معرفة حقيقتك.

إننا لسنا أسماء فهي مجرد ملصقات استعملناها لكي لا نبقى طوال الوقت ننادي بعضنا بـ "يا هذا ويا ذاك"! إنها طريقة لتحديد الجسد والعقل فقط... فنحن لسنا أسماء ولسنا رقم الهوية ولا رقم الجواز ولا رقماً سرياً...!

هل أنت عبارة عن عملك؟

إننا نمضي أغلب الأوقات في العمل معتقدين بذلك أننا نحن هذه الوظيفة أو تلك المهنة أو آخر ترقية حصلنا عليها! وينقل البالغون فكرة "إننا نحن عبارة عن أعمالنا" إلى الصغار. فنبدأ كأطفال نعتقد بأننا تقاريننا المدرسية الجيدة أو السيئة أو بأننا تلك الجوائز البرّاقة المصفوفة على الرف أو بأننا الألعاب التي لدينا! فنبدأ نشعر بالفرح للربح وبالحزن للخسارة.

وإذا لم يتم تصنيفنا بحسب وظائفنا فإننا نصنّف بحسب تصرفاتنا أو حتى بحسب عاداتنا أو ما ندمن عليه... وهناك من يقول "أنت عبارة عما تأكله!" ولكن هذا لا يعني أنك شطيرة جبن أو رز أليس كذلك؟ عندما نصرخ بألفاظ نابية لشخص ما فهذا لا يعني بأننا سيئون... عندما نلفظ الكلمات بطريقة معينة فهذا لا يعني بأننا أكثر الناس ثقافة على وجه الأرض. وقد نعتقد أيضاً بأننا أفعالنا الطيبة أو الشريرة... كالكلب الذي أنقذناه أو الهرة التي دهسناها أو المال الذي تبرعنا به أو رداء الاستحمام الذي سرقناه من الفندق!

كان الرجل يحتضر على فراش الموت بينما كانت زوجته بجانبه تمسك بيده الضعيفة وتمسح الدموع عن وجنتيها... وبينما كانت تصلي له إذا به يستيقظ وينظر إليها لتبدأ شفتاه الشاحبتان بالتحرك وكأنه يريد أن يقول شيئا...
فهمس قائلا: "زوجتي العزيزة."
قالت له: "ارتح.. لا تتحدث."
فأصر وقال: "لا بد من أن أتحدث فهناك ما أود الاعتراف به لك"
قالت زوجته وهي تبكي: "لا شيء لتعترف به فكل شيء على ما يرام... عد للنوم."
فقال: "كلا، لا بد أن أموت بسلام... يا زوجتي العزيزة.. لقد خنتك وأقمت علاقة مع أختك وصديقتك المقربة ووالدتك"
فقالت الزوجة: "أعلم.... ولهذا وضعت لك السم!"

إني لا أقول هنا بأن ما نفعله أو نقوله لا يكون له تأثير وعواقب على الكون.. فأفعالنا وكلماتنا تحدد وبكل تأكيد ما نواجهه في حياتنا. إننا مسئولون عن تصرفاتنا وأفعالنا ولكن المهم هو... هل هي حقيقتنا؟ هناك الكثير من الأهمية تدور حول العمل في مجتمعاتنا ولكن متى سنتوقف عن العمل قليلا ونستمتع بحقيقتنا؟ متى سنتوقف عن العيش كآلات ونبدأ العيش كإنسان في هذه الحياة؟

من يقوم بماذا؟

إن الكثير من الرياضيين يتحدثون حول ما يسمى بالدخول إلى "الحالة"...والمقصود بهذا هو القيام بنشاط ما إلى أن يشعروا وكأنهم لا يقومون به بل يحدث من تلقاء نفسه... وهناك الكثير من عدائي المراثون قالوا بعد الركض لأميال عديدة بأنهم وصلوا إلى مرحلة حيث استرخوا وبدؤوا بمشاهدة ركضهم يحدث بنفسه!

تماماً كالتأمل... فهم يصلون إلى مكان حيث يشعرون وكأنهم يقومون بأشياء هم لا يقومون بها في الحقيقة، وحتى قد يرون أنفسهم وهم يتأملون. ولهذا... إذا كنا فعلاً قادرين على الاسترخاء ورؤية جسدنا أثناء النشاط فمن نحن ومن يقوم بهذا النشاط؟

في المجالات الروحانية هناك من يؤكد بأنك لست أنت الفاعل! ولكن إذا لم تكن أنت فمن يكون؟ إنه سؤال يحتاج إلى إجابة دقيقة. ولكن لنقل الآن بأنه لا بد من العمل والعيش بحقيقتك كلاهما معاً وليس واحداً فقط... ففي حياتنا اليومية أي الصورة الصغيرة نعمل بينما في الصورة الكبيرة نكون على حقيقتنا... إن الحياة ليست حب العمل فقط ولكن الاستمتاع بذاتك أيضاً.

هل أنت سيارتك الفارهة؟

هناك فكرة أخرى يعتقد بها البعض وهي أن ممتلكاتنا أو أموالنا تعكس لنا من نحن... باختصار أي أننا نحن ما نملك! فما لدينا يساعد على تحسين أو تشويه صورتنا ولذا إذا أردنا أن نبدو مهمين وجذابين ومتميزين فعلينا أن نملك ليس فقط الكثير من الأشياء ولكن باهظة الثمن أيضاً! فالرجال ينبغي أن يكون لديهم حساب منتعش في البنك وعدة ممتلكات وإما سيارة مرسيدس أو رولزرويس! بينما النساء لا بد أن يمتلكن خاتم ألماس ضخم وثياب لأغلى المصممين وساعة فخمة أو اثنتين! عندها تكونون مستعدين لإقامة الحفلات والذهاب إلى كل مكان لعرض أغراضكم! وأنا كنت لا أختلف عنكم! فلطالما اعتقدت بأنه لا بد أن امتلك سيارة فخمة لأثير إعجاب الفتيات الجميلات وأن امتلك سيارة فخمة وفتاة جميلة لأثير إعجاب الشباب... ولا أعرف إلى الآن لماذا كنت أريد إثارة إعجاب الشباب!!

عندما تحصل على السيارة تغمض عينيك وتعتقد بأنك أخذت كل ما تريد فالآن لا تريد أي شيء آخر من الحياة... ولكن بعد قيادتك للسيارة بدقائق فقط ترى فتاة جميلة وتفكر... "لو أستطيع أن أحصل على تلك الفتاة فلن يكون هناك ما أريده بعدها" ولكن بعد حصولك عليها تكتشف أن هناك أمر آخر تريده، وهكذا...

لا يوجد أي خطأ في هذا! نعم... فهذه هي طريقة العقل دائماً يؤمن بالمزيد ويقنعك بهذا، حتى وأنت تقوم بعمل رائع لا تشعر بأنك كامل تماماً فالعقل يرغب بالمزيد.. ويستمر بالثرثرة "طالما أنك تملك الكثير وتقوم بما تريد ستصبح ناجحاً." ونستمر بقيادة المرسيدس ونحن نفكر بالرولزرويس معتقدين بأن هذه السيارة التي نضيع عمرنا كله للحصول عليها هي التي تحدد من نكون... ولذا نحاول تطوير من نحن بالأشياء التي نملكها بينما في الحقيقة كل ما نقوم به هو مطاردة ذيولنا! والبحث عن زاوية الدائرة!

أنا لا أعني بأن لا تستمع بحياة جميلة وترمي كل ممتلكاتك الرائعة لتأخذ صحناً وتتسول به! كلا، استمتع إلى أبعد الحدود وقم بشراء كل ما تريد ولكن لا تقع في الفخ... وتعتقد بأنها تعكس حقيقتك وبأنك تحتاج إليها لتصبح شخصاً مهماً! بل تحكم بها دون أن تتحكم بك... فكونك يقظاً وواعياً لحقيقتك لا يعني بأن لا تمتلك سيارة فارهة ولكنه يعني أن تعلم بأنها مجرد سيارة!

ماذا عن عمليات التجميل؟

حسنا، لقد وصلنا إلى موضوع الجسد فلنواجه الأمر... جميعنا نقيس الجمال على أساس الجسد فهو ليس بالأمر السهل أن لا نعتبر أنفسنا هذه الكتلة الكبيرة من العضلات والعظام التي نحملها معنا دائماً! فمن لا يفكر بطوله أو وزنه؟ من لا يقارن لون جلده وشعره وعينيه؟ حجم الأنف والأذن والشفاه؟ إن جميع المجالات تعزز الفكرة التي تقول بأننا عبارة عن هذا الجسد وذوقنا في ارتداء الملابس وصورتنا الخارجية بشكل عام! ولهذا نهرع دائماً لشراء أحدث صيحات الموضة من الثياب والمكياج لنعلقها ونعرضها على أجسادنا لأننا نظن أن هذه هي حقيقتنا... بأننا اسم ماركة البنطال أو ماركة الساعة! بأننا السليكون المحشو في أجسادنا وشفاهنا المنفوخة وابتسامتنا المصقولة! فهذا ما قالته المجلة في عددها الأخير!
ولكن اعتقاد الجميع بأن أمراً ما صحيح لا يعني بالضرورة أنه كذلك!

في مكان ما على جبل جليدي بالقرب من القطب الشمالي المتجمد، ذهب دب صغير إلى أمه وسألها:
"أمي، من أي نوع من الدببة أنا؟"
فأجابته الأم: "أنت دب قطبي"
فسألها: "هل أنت متأكدة من أني لست دباً بنياً؟"
قالت: "متأكدة تماماً، أنك دب قطبي"
ولكن هذا لم يرضِ الدب الصغير فقال: "أمي، من الممكن أن أكون دباً رمادياً؟"
فسألته الأم: "لم كل هذه الأسئلة يا بني؟ إنك دب قطبي"
وذهب الدب الصغير إلى والده وقال: "أبي هل أنا دب باندا؟"
فقال الأب: "كلا يا بني إنك دب قطبي"
فسأل الصغير: "ولا دب كوالا"
قال الأب: "كلا دب قطبي... لم كل هذه الأسئلة؟"
أجاب الصغير: "إذا كنت دباً قطبياً..... فلم أشعر بالبرد الشديد؟!"

من الممكن أن لا يكون دباً قطبياً ويتضح بأنه ليس الغبي في هذه الدعابة. فقد صدق بأنه دب قطبي لأنه تم إخباره بذلك طوال الوقت... تماماً كما يحدث معنا، فكل ما حولنا يبيّن لنا بأننا هذه الأجساد التي تتحرك ولهذا توقفنا عن السؤال والاستفسار عن صحة الأمر وسلمنا به. وبالإضافة إلى شكل الجسد فنحن نؤمن أيضاً بأننا عمر هذا الجسد! فنسأل "كم عمرك؟" وتأتي الإجابة 20 أو 30 أو 40 .... ولكن قد يكون الأمر أكثر دقة إذا سألنا "كم عمر جسدك؟" لنجيب "21 مرة أخرى!"

ألست أنا هذا الجسد؟

إنه لأمر سهل أن نقول "أنا هذا الجسد!" ولكن لماذا؟ بالنسبة للذين يعيشون في الغرب فهو بسبب الاهتمام الكبير بالأمور الجسدية والمادية... فنعتقد بأننا عبارة عن هذا الجسد وننتهي بانتهائه. بينما في الشرق يؤمنون بأن الإنسان أبعد من حدود الجسد فهو تلك الروح الموجودة فيه أو شيء آخر أبعد من هذا أيضاً.

هناك الكثير من الناس الذين عاشوا تجربة الخروج من الجسد وآخرون كانوا يفعلون أشياءً ولكن لا يشعرون بأنهم هم من يقوم بها.. وهذا لا يعني أن أحداً غيرهم كان يقوم بما يقومون به، ولكن كأنه جزء آخر منهم الذي كان يتحكم بالأمر. فإذا كنا قادرين على الذهاب إلى خارج حدود الجسد ورؤية ما يقوم به في ذاك الوقت... فمن نحن إذاً؟

إنه من السهل علينا أن نقول "أنا لست عبارة عن جسد" ولكن كم واحد منا لا يشعر بالانزعاج عندما يخبره أحد ما بأن وزنه قد ازداد أو بأنه بدأ يفقد شعره؟.. أو من منا لا يشعر بالسعادة عندما تخبره بأنه فقد وزناً أو بأنه يبدو جميلاً وجذاباً؟ إن الجسد قد يعاني من الآلام وقد يعيش السعادة ولكن هل يعني وجود المشاعر والأحاسيس في هذا الجسد بأنه أنا؟

إن الفرق بين الغرب والشرق يكمن في هذا... أن الغرب عندما يقول "أنا عبارة عن جسد" فإنه يعني بأن سبب وجودي هو الجسد، بينما يعني الشرق عندما يقول "أنا لست عبارة عن جسد" بأنه أنا سبب وجود الجسد... كل منهما لديه قطعة من الصورة ولكنهما لا يملكان الصورة كاملة...

فوجودنا في الجسد لا يعني بأننا محدودين به فقط... ووجودنا خارجه أيضاً لا يدل على أننا لسنا هذا الجسد! اعتقد أن الأمر سيكون أكثر دقة لو قلنا "أنا الجسد وما بعده!"

جسدي وجسدك وكل جسد...
تحدثنا عن جسدنا ولكن ماذا عن أجساد الآخرين؟ إلى أي مدى نشعر بأننا مرتبطين بهم؟ فعلى سبيل المثال، عندما يقع أحد أفراد عائلتنا في مشكلة فإننا نشعر بتأثير سيء علينا. أو عندما يرتدي أحد أصدقائنا ملابس غريبة ومضحكة فإننا لا نريد البقاء بجانبه. أو إذا فاز أحد أصدقائنا بجائزة ما فإننا نشعر بالفخر الشديد.

إننا نشعر وكأن الأشخاص المقربين منا جزء من هويتنا ومنا نحن! فنشعر ونتأثر بأحوالهم، ولكن هل أنت عبارة عن الناس الذين ترتبط بهم؟ أو أعمالهم التي يقومون بها؟ أو علاقاتك بهم؟

السباحة في بركة الأفكار!

يميل بعضنا أكثر إلى كونه جسد فيُصنف الناس بحسب ما يملكون أو يفعلون، بينما يميل البعض الآخر إلى كونه عقل فيصنف الناس بحسب أفكارهم ومشاعرهم. ولذا فقد نرى أنفسنا على أساس الإدراك أو النوايا أو قد نراها على أساس المعرفة ومعدل الذكاء أو قد نراها على أساس التعليم والشهادات.

من أين تأتينا الأفكار؟ وهل هي أفكارنا أم أفكار الآخرين؟ هناك الكثير من المصادفات التي تحدث لنا في حياتنا ولكن... هل لأفكارنا دور في حدوث هذه المصادفات؟

"أنا أفكر إذاً أنا موجود"... مجرد هراء!

لقد قيل من قبل "أنا أفكر إذاً أنا موجود"... إنها تبدو جملة عميقة المعنى وفلسفية جداً لدرجة أن الغرب نسب هويته كاملة لهذه الجملة، ولكنها مجرد هراء غير صحيح فهي تقول أنا موجود بسبب العقل... بينما الحقيقة عكس ذلك تماماً، العقل موجود لأني أنا موجود. إن جملة "أنا أفكر إذاً أنا موجود" أشبه بمشاهدة فلم والاقتناع بأنه حقيقة وبأنه سبب وجود آلة التصوير! ولكن الواقع هو أن آلة التصوير هي سبب وجود الفلم! ولذا ستكون الجملة أكثر دقة لو كانت "أنا موجود إذاً أنا أفكر" فأنت موجود سواء بالتفكير أو بدونه! وذاتك الحقيقية تسبق تفكيرك وحمداً لله لا تعتمد عليه!

الآخرون يفكرون... إذاً أنا موجود؟

من نظن أنفسنا يختلف تماماً عمن يعتقدنا الناس... إلى أي درجة نأخذ بآراء الناس عنّا؟ دائماً،في بعض الأحيان، نادراً، لنواجه الأمر... إننا نأخذها أكثر مما نتصور! فمجرد ما أن يقول أحد ما "إنه سمين!" أو "إنها جذابة!" نعتقد فوراً بأنها حقيقتنا والتي تبين لنا من نحن! وبحسب طباعنا الفردية إمّا سنأخذ المدح ونلقي الانتقاد أو نأخذ الانتقاد ونلقي المدح... ولكننا نصل في النهاية إلى مجموعة آراء مزدحمة في رأسنا أغلبها ليست لنا!

لا أحد يعيش لوحده لأنه يعيش مع الجميع! فكل شخص قابلته في حياتك لا بد أنه يعيش معك بآرائه وأحكامه التي ما زالت تدور في رأسك. نعم... فكل تعليق ومدح ونقد عبارة عن صوت يتحدث إليك فتخيل جميع هذه الأصوات تخبرك من أنت ومن ينبغي أن تكون! ولكن اللوم لا يقع عليهم فأنت من استضفتهم في فندقك! والآن أصبح هذا الفندق ممتلئ والوحيد الذي يريد أن يخرج هو أنت... والطريقة الوحيدة لإخراجهم وتنظيف الفندق هي البدء بطلب المغادرة منهم، فقل لهم "لقد أحببت تواجدكم ولكني الآن أريد مكاناً هادئاً لنفسي!" وعندما تصبح مستعداً أكثر وأكثر لأن تعرف نفسك سيرحل الضيوف ويخلو الفندق. بمجرد التخلص من آراء الآخرين تستطيع أن ترى آرائك أنت... وبتنظيف وتصفية أفكارك التي تتعلق بك ستحصل على مساحة كافية لأن ترى من "أنت" الحقيقية! هذه هي عملية التأمل والتي تعتبر الطريقة الوحيدة لتصفية كل ما يوجد بداخلك.

باختصار، إننا نعتمد على العقل سواء كان عقلنا أو عقول الآخرين لتخبرنا من نحن.. نعطيها الصلاحية لتخبرنا كيف تكون الحياة بدلاً من أن نجربها بأنفسنا... فنستمع إلى جميع الأفكار والآراء والأصوات.. "أنت غبي" "أنت كسول"... ونصدق بأنها نحن.

أنا ما يعتقده والدي؟

ومن هم الذين نستمع إلى أصواتهم أكثر من غيرهم؟ إنهم والدينا أو من تولوا تربيتنا. فكم هو عدد الأسماء والألقاب التي أعطيانا إياها؟ وكم من هذه الأسماء أخذناه واعتبرناه من نحن عليه؟ جميع تلك الآراء... "أنت لا تفهم" "أنت خجول" "أنت لا تعرف التحدث بلباقة" "أنت تحب الأكل"... فبعد الاستماع لهذه الجمل لسنوات عديدة وبشكل يومي نجد أنفسنا نخبر الجميع بأن هذا هو ما نحن عليه! فبعضنا يأخذ هذه الآراء باستسلام ويعتمدها لنفسه، بينما هناك من يذهب في عكس الاتجاه ليثبت فقط بأنه ليس هذه التعاريف التي وضعوها! ولا نعلق في فكرة من يعتقدنا الناس وحسب بل من يتوقعون لنا أن نكون أيضاً!

لا أعتقد بأن هناك والدان راضيان عن أبنائهم لأنه غالباً ما يكبر الطفل ليصبح شخصا غير الذي كانا يتوقعانه منه. ولكن خيبة أمل الأهل فينا لا تعني بأن هناك خلل ما بنا أو بأننا فاشلين... ولكن تلك الفكرة أو القالب الذي وضعاه لنا من الصغر لا بد أن يتحطم إذا تعارض مع الدور الذي جاء الطفل ليقوم به في هذا العالم. إن الوالدة أو الوالد الحكيم يعرف بأن كل طفل متميز وكل طفل يمشي بطريق مختلف... لذا لا ينبغي علينا أن نقلق مما يفكرون (هم) به، فالأمر غير مهم... في الحقيقة عندما نحاول أن نصبح الشخص الذي يريده لنا أحد ما... فنحن نبتعد تماماً عن حقيقتنا!

قد تؤدي عملية البحث عن حقيقتنا في بعض الأحيان إلى عدم رضا الآخرين والابتعاد عن "العرف السائد" و"طريقة الحياة العادية" ولكن لا ينبغي لهذا أن يوقفنا أبداً... فهذا ما يحدث عندما يتوقع الناس أمراً ولا يحدث. ولكنها حياتك أنت ولا أحد سيعيشها بدلاً منك... فاضحك على الأمر لأنه مضحك وستعرف ذلك فيما بعد!
[/color]
admin
admin
سفير المحبه الكونيه
سفير المحبه الكونيه

عدد المساهمات : 380
تاريخ التسجيل : 23/11/2010
العمر : 54
الموقع : ارض المحبه الكونيه

https://universalloveenergy.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى